قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن الأوضاع الإنسانية في مخيمات عامرية الفلوجة تُهدد حياة الأطفال وكبار السن، في ظل إنعدام المساعدات وفرص الحصول على الأدوية والغذاء في أغلب الأحيان.
قال المرصد أيضاً إن "أكثر من 3700 عائلة من النازحين مازالوا في مخيم العامرية قرب عامرية الفلوجة، جنوب شرقي محافظة الأنبار يعانون ظروف قاسية بسبب إرتفاع شدة البرد بالتزامن مع الإنخفاض المستمر في درجات الحرارة، وضعف المساعدات الإنسانية التي تقدمها الحكومة والمنظمات الإنسانية".
قال مساعد مدير المخيم برزان العيساوي إن "خيم النازحين بحاجة إلى تبديل، وذلك لأن عمر الخيمة ستة أشهر حسب المعايير الدولية، وأن غالبية خيم النازحين إستهلكت بعد مضي أكثر من سنتين على إستخدامها".
وأضاف أن "الكهرباء في المخيم شبه معدومة رغم حاجة النازحين اليها، خاصة وان الحكومة المحلية في المحافظة تجهز النازحين بمادة النفط الأبيض فقط في الوقت الحاضر، وهي غير كافية لسد الحاجة".
قال أيضاً إن "النازحين بحاجة إلى مفروشات وأغطية للإحتماء من البرد فضلا عن تعزيز مولدات الكهرباء وهذا ماطالبنا به وزارة الهجرة والمهجرين، لكننا لم نحصل عليها حتى الآن".
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "شكاوى عديدة وصلت من نازحين في المخيم تفيد بإنعدام الخدمات وتقطع في تقديم المساعدات، وركزت هذه الشكاوى على حاجيات الأطفال الغذائية والصحية، والتي أثرت بحسب النازحين على صحة الاطفال".
قالت مجموعة من النازحين خلال زيارة شبكة الرصد إلى المخيم إن "هناك مساعدات تصلهم لكنها لا توزع بطريقة صحيحة ومنصفة بين الجميع. بعض العوائل تحصل على نصف المساعدات وبعضها على الربع، وهناك عوائل تحصل على المساعدات كاملة. هذا إجحاف وعدم إنصاف وتمييز".
قالت المجموعة أيضاً إن "المساعدات هي بالأساس لا تكفي لسد حاجتنا، فكيف إذا وصلتنا منقوصة أو فيها مواد تالفة. نحن نُعاني من النزوح ومن سوء المعاملة في توزيع المساعدات والتمييز بين سكان المخيمات. بعض إدارات المخيمات غير منصفة ولا تهتم لمأساتنا".
قال إسماعيل عودة أحد سكان المخيم خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "المواد الغذائية التي توزعها المنظمات المحلية لاتكفي لسد الحاجة، كذلك حصة النفط لاتكفي مع تزايد موجات البرد، ومعظم النازحين يستعينون بالحطب لإشعال النار للدفء".
وأضاف أن "الأغطية هي الأخرى لاتكفي، فنحن بحاجة إلى المزيد من البطانيات، خاصة للأطفال كونهم لايملكون القدرة على مقاومة البرد الذي بلغ أعلى دراجته، والخوف من الإصابات بالمرض جراء البرد".
قال أيضاً إن "الكهرباء لا تأتي إلا قليل جدا وفي فترة النهار فقط، وكل هذا يضطرنا لجمع الحطب وإشعال النار للتدفئة حتى إنتهاء فصل الشتاء".
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "غالبية مخيمات النازحين في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين تُعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والدفئية، منذ دخول تنظيمات داعش إلى تلك المحافظات، فضلا عن تسجيل حالات مرضية وأخرى نفسية في المخيمات، على الرغم من عودة الكثير من النازحين الى ديارهم بعد تحرير مدنهم من تنظيم داعش".
قال سلام خالد وهو ناشط مدني إن "الحصة الوقودية التي توزع على العوائل لاتكفي بالتزامن مع إنخفاض درجات الحرارة، لذلك هم يلجأون إلى إيقاد النار بالحطب الذي يجمعونه من بعض الأشجار القريبة للتدفئة، وإيقاد النار داخل الخيام قد يؤدي إلى مخاطر عديدة منها الإحتراق أو الإختناق".
قال أيضاً إن "غالبية النازحين يخشون العودة إلى ديارهم، بسبب النزعات العشائرية والدعاوى الكيدية، خاصة من لديهم من اقرابهم في تنظيم داعش، غير ان الحكومة المحلية في الأنبار وضعت آلية تضمن العودة بسلام، وهي لمن قدموا تبرئة رسمية أمام المحاكم المختصة من اقرابائهم المتورطين بالإنتماء إلى داعش، بعدما يأتي المشمول بعشرة أشخاص من المنطقة يرحبون بعودتهم، وكفالة شيخ العشيرة في حال تم التثبيت عليهم بدفع دية، وتأييد أمني من الإستخبارات العسكرية تؤيد سلامة موقفهم الأمني، وهذا ماحصل بالفعل".
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن على الحكومة العراقية الإلتفات إلى واقع المخيمات، وتشديد الرقابة على إداراتها وعلى عمليات توزيع المساعدات الغذائية والصحية. العديد من العوائل شكت من عدم وصول المساعدات لها.
قال المرصد أيضاً "يتوجب على وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن تنتبه لما يدور في المخيمات، وأن تُكثف عمل فرقها فيها، فليس من المعقول أن تبقى المخيمات تحت إدارة كاملة لرجال أمن أو أشخاص ينتمون لأحزاب أو جماعات عشائرية أو مسلحة".