مع استمرار المظاهرات السلمية في العراق، تعرض المدافعون عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني، بمن فيهم الأطباء وموظفو الدعم الطبي، للاعتقال والخطف والإصابة والاغتيال على أيدي مهاجمين مجهولين في جميع أنحاء البلاد. أن العديد من الذين لقوا حتفهم قد تم استهدافهم.
بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 2019 مساءً، توفى مدافع حقوق الإنسان و أحد ابرز منظمي الاحتجاجات في مدينة الديوانية، ثائر كريم الطيب، متاثراً بجراحه التي اصيب بها بعد انفجار عبوة لاصقة بسيارته بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول، حيث كان بمعيته زميله الناشط علي المدني القادم من بغداد والذي اصيب بجروحٍ طفيفة. لقد ُعرف الطيب بطيبته و كرمه وتضحيته وبحملاته الكثيرة من أجل إغاثة الفقراء ومساعدة الايتام من ابناء محافظته والمصابين في التظاهرات الأخيرة، وكذلك تأييده الواسع للاحتجاجات الحالية ورفضة للفساد المستشري. وخرج الآلاف من المواطنين إلى الشوارع في مدينته للمشاركة بجنازته في اليوم التالي. لقد أعلنوا أنهم سيستمرون في اتباع طريق الطيب السلمي حتى ينجحوا بتحقيق أهدافهم في تشكيل حكومة مستقلة، وضع حد للفساد، العدالة الاجتماعية، واحترام الحريات العامة، بالإضافة إلى تقديم مرتكبي جرائم القتل إلى محاكمة عادلة.
بتاريخ 22 ديسمبر/كانون الأول 2019 صباحاً، تعرض ناشط المجتمع المدني ومدير مركز الكحلاء الصحي، حسن نعيم البهادلي، لمحاولة اغتيال بعد أن أطلق مسلحون مجهولون يستقلون سيارة بيك آب الرصاص الحي عليه بينما كان يقود سيارته في الطريق العام بين قضائي الكحلاء و قلعة صالح بمحافظة ميسان، حيث أصيب بعموده الفقري وتم نقله إلى المستشفى وهو في حالة مستقرة الآن. لقد كان البهادلي قد تعرض سابقاً لتهديدات كثيرة بسبب دعمه للاحتجاجات الحالية.
بتاريخ 22 ديسمبر/كانون الأول 2019، نجا الناشط والممثل الكوميدي المعروف أوس فاضل، مقدم برنامج ولاية بطيخ، من محاولة اغتيال قام بها مسلحون ملثمون مجهولي الهوية يرتدون ثياباً سوداء ويستقلون دراجة نارية وذلك في منطقة عرصات الهندية في العاصمة بغداد حيث أطلقوا النار على سيارته التي أصيبت باصرار مختلفة. لقد ساند فاضل الاحتجاجات الحالية وشارك بتظاهرات ساجة التحرير في العاصمة بغداد وكذلك فأن برنامج ولاية بطيخ الذي هو أبرز ممثليه يتناول أوضاع البلد المختلفة بالتقد الهادف. لقد قال بعد الحادث، " أن الشعب العراقي مستمر حتى تحقيق هدفه".
بتاريخ 21 ديسمبر/كانون الأول 2019 مساءً، اصيب ناشط المجتمع المدني والشاعر حسن نجم برصاصة في يده بعد أن قام مسلحون مجهولون يستقلون سيارة بيك آب بإطلاق النار عليه بالقرب من قضاء المشرح الذي يبعد 25 كيلومتراً عن مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان. لقد تم نقل نجم، الذي سبق وأن تلقى تهديدات، إلى المستشفى حيث تلقى العلاج اللازم.
بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2019 وفي حوالي الساعة الخامسة عصراً، تم اغتيال ناشط المجتمع المدني علي العصمي، 26 سنة، وذلك من قبل مسلحين ملثمين يستقلون سيارة بيك آب في تقاطع الشيباني وسط مدينة التاصرية، مركز محافظة ذي قار، حيث قاموا بإنزاله من سيارته وقتله. ذكرت التقارير المحلية أنه قد تم اغتياله ظناً من المسلحين من أنه شقيقه الأكبر، الناشط المدني سلام العصمي. لقد ساهم الأخوان بفعالية في التظاهرات الحالية حيث يمتلكان معاً خيمة إعتصام في ساحة الحبوبي التي هي المقر الرئيسي للاحتجاجات بمدينة الناصرية. لقد كتب سلام العصمي على صفحته في الفيسبوك، " هذا الذي قتلوه أخي الصغير وليس أنا وبعد أشهر زواجه".
لقد توفي عدة نشطاء متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها خلال الاحتجاجات. في 26 ديسمبر/كانون الأول 2019، توفي ناشط المجتمع المدني مرتضى فؤاد جمشير (مكي) من مدينة الحرية ببغداد متأثراً بجراحٍ اصيب بها، بعد أن أصابته قنبلة مسيلة للدموع برأسه في الليلة السابقة بمنطقة ساحة الوثبة.
بتاريخ 25 ديسمبر/كانون الأول 2019، توفى ناشط المجتمع المدني و المهندس أمير عبد الكريم الجلبي من محافظة ديالى، 21 سنة، بعد أن أصيب برأسه وبشكل مباشر بقنبلة مسيلة للدموع وذلك على جسر الجمهورية بتاريح 25 أكتوبر/تشرين الأول 2019 حيث كان يرقد في مستشفى الجملة العصبية ببغداد في غيبوبة منذ ذلك التاريخ.
بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول 2019، توفى ناشط المجتمع المدني عبد الله وحيد الخيكاني متاثراً بجراحه التي أصيب بها بتاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 فرب جسر الزيتون بمدينة الناصرية عندما جرى استهداف المتظاهرين السلميين من قبل القوات الأمنية. لقد كان الخيكاني في العشرينات من عمره وطالباً في المرحلة الثانية بقسم هندسة تقنيات الحاسوب وعمل في إحدى المطاعم من أجل جمع المبلغ اللازم لزواجه من الفتاة التي أحبها.
وفي الوقت نفسه، لا يزال نشطاء المجتمع المدني يتعرضون للاعتقال والخطف، خاصة أثناء عودتهم من الاحتجاجات. بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 2019 مساءً، اتقطع الاتصال بناشط المجتمع المدني الحر محمد السوداني حيث تم اختطافه من قبل جهات مجهولة وذلك بعد عودته من المشاركة في تظاهرات ساحة التحرير. لقد أطلق سراحه بعد يومين وذلك بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول 2019.
بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2019، قامت القوات الأمنية باعتقال ناشط المجتمع المدني الدكتور عمر يوسف السلطاني حيث تم اعتقاله أثناء عودته من ساحة التحرير متوجهاً إلى منزله بمنطقة السيدية في جنوب بغداد. لقد تم إطلاق سراجه يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2019. عمل السلطاني ضمن إحدى المفارز الطبية المتواجدة في ساحة التحرير من أجل إسعاف ومعالجة المتظاهرين منذ بداية الاحتجاجات. لقد نشر السلطاتي على صفحته في الفيسبوك فديو شكر فيه كل الذين شاركوا في الحملة المطالبة بإطلاق سراحه مؤكداً أنه سيستمر في عمله للنهاية.
وكذلك، لا يزال محامي حقوق الإنسان علي جاسب حطاب ضحية للاختفاء القسري منذ 07 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عندما تم اختطافه في مدينة العمارة من قبل جماعة مسلحة معروفة لقوات الأمن في المحافظة. وعلى الرغم من أن والده في حالة صدمة، فإنه لم يدخر أي جهد لطرق الأبواب من أجل الحصول على أي أدلة حول مكان وجود ابنه، ولكن دون جدوى.
لقد تعرض المدافعون الآخرون عن حقوق الإنسان للتهديد. بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول 2019، قام ملثمون مجهولون بحرق سيارة مدافع حقوق الإنسان وعضو مركز النماء لحقوق الإنسان هشام الموزاني. لقد كانت السيارة مركونة أمام منزله في بغداد واصيبت بأضرارٍ بالغة. أن الموزاني هو أحد المشاركين في الاحتجاجات الحالية ويعمل على الدفاع عن الحريات العامة وبضمنها حرية الرأي وحرية التظاهر السلمي.
وكانت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) قد نشرت تقريراُ لها بتاريخ 11 ديسسمبر/كانون الأول 2019 ورد فيه أن، "ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﺑﺎﺳﻡ "ﺍﻟﻛﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻣﺳﻠﺣﺔ"، " "ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ "ﻭ "ﺍﻟﻣﻔﺳﺩﻭﻥ"، ﻫﻲ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺗﻝ ﺍﻟﻣﺗﻌﻣﺩ ﻭﺍﺧﺗﻁﺎﻑ ﺍﻟﻣﺗﻅﺎﻫﺭﻳﻥ. .ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻣﺎﻝ ﺗﺳﻬﻡ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺟﻭ ﻣﻥ ﺍﻟﻐﺿﺏ ﻭﺍﻟﺧﻭﻑ".
يعبر كلٍ من مركز الخليج لحقوق الإنسان، الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي (أنسم)، المرصد العراقي لحقوق الإنسان، مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، ومركز القلم في العراق، عن حزنهم العميق لعمليات القتل والخطف التي طالت التاشطين والمتظاهرين السلميين الذين لم يحملوا سوى العلم العراقي و أحلامهم في حياةٍ حرة كريمة، ويعبرون عن تضامنهم الكامل مع أُسر الضحايا. كذلك فإنهم يطالبون الحكومة العراقية للعمل الجدي على وقف عمليات القتل والخطف هذه التي تستهدف المتظاهرين السلميين والناشطين وأن تفي بصورة كاملة بإلتزاماتها الدستورية التي تتطلب قيامها بحماية الحريات العامة وبضمنها حرية التظاهر السلمي وحرية الرأي.
مرة اخرى، يدعو المرصد العراقي لحقوق الإنسان - الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي (أنسم) - مركز الخليج لحقوق الإنسان - مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين - ومركز القلم في العراق، السلطات العراقية إلى:
1- الإيفاء بإلتزامتها الدولية في مجال حقوق الإنسان وخاصة احترام الحقوق المدنية والإنسانية لجميع المتظاهرين في العراق.
2- جراء تحقيق مستقل وحيادي وشامل وفوري في حوادث الإغتيالات والخطف التي حصلت مؤخراً للمتظاهرين والناشطين بهدف نشر النتائج وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة وفقًا للمعايير الدولية.
3- إطلاق سراح جميع المعتقلين من المتظاهرين السلميين والناشطين فوراً وبدون قيد أوشرط وتمكين أولئك الذين لازالوا في الاحتجاز منهم من الاتصال بأسرهم والحصول على محام.
4- ضمان أن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان في العراق والذين يقومون بعملهم المشروع في الدفاع عن حقوق الإنسان، قادرون على العمل بدون مواجهة للقيود بما في ذلك المضايقة القضائية.