قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن على الحكومة العراقية توثيق مقابر الايزيديين الجماعية التي يتم الكشف عنها بشكل مستمر في مناطق شمال العراق. هذه الجرائم يجب أن توثق لتكون دليلاً على الجرائم التي أرتكبت بحق الايزيديين.
قال المرصد أيضاً إن "ضحايا تنظيم داعش من الايزيديين يجب إعتبارهم من ضحايا الإرهاب، للحصول على حقوقهم، إسوة بضحايا التفجيرات والإغتيالات، خاصة ممن يتم التعرف على هويته بعد فتح المقابر الجماعية المكتشفة مؤخرا في قضاء سنجار بنينوى".
وفتحت السلطات العراقية بالتعاون مع الأمم المتحدة أول مقبرة جماعية تضم رفات أيزيديين قتلهم تنظيم "داعش" في منطقة كوجو شمالي البلاد، بحضورالناشطة ناديا مراد الأيزيدية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، بهدف إستخراج الرفات المتعلقة بضحايا جرائم داعش، ومعرفة مصير مئات من سكان قرية كوجو في القضاء.
قال الناشط الايزيدي خضر دوملي خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن"عملية فتح المقابر خضغت إلى الكثير من التضاربات والشد والتراخي والإهمال، وقلة الحيلة في إدارة الملف، لكن الموضوع ترك الباب مفتوحا أمام تساؤلات وإستفهامات قد تتأخر الإجابة عليها كما تأخرت عملية فتح المقابر، وتؤثر بشكل كبير على تحقيق العدالة وإقرار الإبادة رسميا".
قال أيضاً إن "من بين هذه التساؤلات الطريقة التي سيتم بها فتح المقابر الجماعية دون شروط ومقررات دولية، هل عملية فتح المقابر لتثبيت أعداد الضحايا فقط، وكيف سيتم التعامل مع رفاة الضحايا، هل سيتم التحقيق من طريقة تنفيذ الجريمة، وماذا سيكون موقع ومكانة الناجين من تلك المقابر هل سيكونون (شهود عيان)، وهل سيكون هناك إجراءات لتثبيت طريقة والقصد من إرتكاب القتل الجماعي، التي كانت واضحة بهدف إبادة الايزيديين".
أضاف الناشط الايزيدي أن "هناك جملة مقررات يتطلب الوقوف عندها لمعرفة التأثير السلبي لعملية فتح المقابر على إقرار الإبادة والتحقق من صدقية نية الجناة أعضاء تنظيم داعش لإرتكاب جريمة القتل الجماعي بهدف إبادة الايزيديين، لذلك لابد أن نعرف بدقة ما هي مكانة ملف القتل الجماعي في التشريع العراقي، أليس هذا سؤالا يستحق التوقف عنده".
قالت عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق فاتن الحلفي إن "مجموع المقابر الجماعية في سنجار بلغ 76 مقبرة بعد اكتشاف تسعة مقابر في الفترة الأخيرة، والتي تحوي رفات الضحايا الإيزيديين الذين قضوا على يد تنظيم داعش".
قالت الحقوقية الايزيدية سراب الياس إن "المقابر الجماعية الايزيدية المكتشفة بلغ عددها 76 مقبرة تم تحديدها فى منتصف مارس 2019، وقد رافق فتحها مراسيم دينية ورسمية، فيما تم فتح أول مقبرة في قرية كوجو التى تعرضت لإبادة جماعية وحدها وستفتح باقى المقابر تباعا، مشيرة إلى أنهم يهدفون إلى أن تكون الإجراءات والعمل بمستوى مكانة الملف والقيمة الروحية والمعنوية للقضية الايزيدية".
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "المئات من سكان قضاء سنجار معقل الايزيديين قتلوا على يد تنظيم داعش الذي كفرهم وحلل سبيهم وقتلهم".
وتشير الدلائل إلى أن المئات من سكان كوجو رجال وفتيان بسن المراهقة ونساء ينظر اليهن ممن فاتهن سن الإنجاب قُتلوا على يد مقاتلي تنظيم "داعش" في شهر آب عام 2014، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل.
وقد كان من المنفهوم ان النساء والفتيات فوق سن التاسعة قد أجبرن على الاسترقاق الجنسي حيث عانين من مجموعة واسعة من الانتهاكات ويقال إن الصبيان الذين تجاوزوا سن السابعة قد تم تجنيدهم قسراً للقتال كجزء من "داعش".
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن المأساة التي تعرض لها الضحايا وذويهم يجب أن تحث الحكومة العراقية على المضي قدماً في دعم من بقي على قيد الحياة وتوثيق الجرائم التي أرتكبت بحق الضحايا تخليداً وتعريفاً بالمعاناة التي عاشوها.