10-07-2019, 13:35





قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن مصير العديد من الأيزيديات ممن تعرضن لعمليات خطف وسبي وإغتصاب ورق في شمال العراق، على يد تنظيم داعش منذ أغسطس 2014، يكتنفه الغموض، حتى الآن، ولايعرف مصيرهن.


وإجتاح تنظيم "داعش" قضاء سنجار وقرى غرب الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، في الثالث من أغسطس 2014، ونفذ إبادة بحق أتباع الديانة الإيزيدية، فقتل الرجال والشباب وأخذ النساء والفتيات والأطفال سبايا وغنائم للمتاجرة بهم في أسواق النخاسة، والاستعباد الجنسي وإرغامهن على التخلي عن دينهن تحت التهديد بالاغتصاب، ثم بيعهن على من بقي من ذويهن بأموال طائلة.


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "الإحصائيات تُشير إلى أن 550 ألف ايزيدي يعيشون في العراق حتى عام 2014، لكن عدد النازحين منهم جراء الإجتياح نحو 360 ألف نسمة، كما أن عدد القتلى في الأيام الأولى من الإجتباح 1293 قتيلا.


قالت الناجية شذى بشار (28)  عاماً خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان "إختطفني التنظيم في أغسطس عام 2014، مع عدد من الإيزيديات في قرية شنكال، وإنتهى بي الحال في مدينة الرقة السورية، وقد تم بيعي من شخص إلى آخر".


قالت أيضاً "حاولت الإنتحار مرارا، كما حاولت الهرب كلما تحدث عمليات قصف بالطيران من قبل القوات العراقية أو قوات التحالف، لكن دون جدوى حيث يمسكون بي في كل مرة، وفي كل مرة أتعرض للتعذيب والضرب المبرح، وكذلك أخي الصغير الذي أدعيت انه ولدي، وقد أخذوه إلى مكان مايزال مجهولا حتى الآن".


وتابعت "تعرضت لعملية إغتصاب من عدة رجال من داعش، وبعد أن سمعوا بتحرير الموصل، زادوا من عمليات التعذيب، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات تمكنت من التواصل مع مكتب المختطفات في الموصل ليتم بيعي إلى أخي داود بمبلغ 1000 دولار، وهكذا تحررت".


وتعاني شذى من أوضاع نفسية سيئة بسبب مامر عليها من معاناة وتعذيب وفقدها لأخيها الصغير، على الرغم من عودتها إلى عائلتها في سنجار.


ووفقاً لإحصائيات المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان العراق، فإن جرائم بشعة اقترفها تنظيم "داعش" بحق الايزيديين، منذ الثالث من أغسطس عام 2014.


قال مدير عام المديرية خيري بوزاني خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "عدد الأيتام من جهة الأب بلغ 1759، ومن جهة الأم 407، والأيتام من جهة الوالدين بلغ 359، أما الأطفال ممن والداهم لدى داعش فقد بلغت أعدادهم  220، وبذلك يكون المجموع الكلي للأيتام   2745".


وأضاف أن "عدد المقابر الجماعية المكتشفة في منطقة  شنگال حتى الآن 71 مقبرة جماعية، إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية، أما عدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش فهي 68 مزارا، وعدد الذين هاجروا إلى خارج العراق يقدر بنحو  (100.000)، ويبلغ عدد المختطفين من كلا الجنسين 6417، بواقع 3548 أناث و 2869 ذكور".


قال أيضاً إن "أعداد الناجيات والناجين بلغت 3342، 1161 من النساء، و337 من الرجال، والأطفال الأناث 966، والأطفال الذكور 878 ، وعدد الباقين 3075 ، 1421 من الأناث و 1654 من الذكور".


قال خضر دوملي الباحث في شؤون الايزيديين إن "هذا الملف بحاجة الى إلتفاتة رسمية ودعم دولي حتى يتم إقرار مصير المفقودين، وإيجاد آليات للبحث  عنهم. تغيب المبادرات الجدية بهذا الخصوص، حيث ان ذوي الضحايا هم الذين يتابعون مصيرأبنائهم، وقد أنهكتهم عملية البحث وهم يعانون من قلة المال، وصعوبة الوصول الى المناطق التي لايزال التنظيم يسيطير عليها، ويتوقعون وجود مفقوديهم هناك".


قال أيضاً "من الضروري تشكيل  فريق دولي  للتواصل مع كل من سوريا وتركيا، فضلا عن دعم الفريق المجتمعي للتواصل مع رؤساء العشائر وقادة المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليه".


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، ليس من المعقول أن تبقى الحكومة العراقية تتفرج أمام هذه الكارثة الإنسانية، فمن الضروري أن ترأس وتدعم فريقاً دولياً للبحث عن الضحايا الذين مازال مصيرهم مجهولاً، خاصة وأن تنظيم "داعش" خسر مناطق سيطرته في العراق وسوريا".