تصوير: عمار كريم - تصميم: المرصد العراقي لحقوق الإنسان
6-02-2023, 15:51




قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان (٧ شباط ٢٠٢٣) إن اختفاء الناشط البيئي جاسم الأسدي يثير مخاوف النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان بشأن عودة المخاطر التي تهدد حياتهم.

 

اختفى الأسدي صباح يوم الأربعاء (١ شباط ٢٠٢٣) عندما كان قادماً من محافظة بابل في طريقه إلى العاصمة بغداد، ولم يعرف مصيره حتى هذه اللحظة، كما لم تصدر السلطات العراقية أي موقف بشأن قضيته رغم مرور ستة أيام على ذلك.

 

وجاسم الأسدي يبلغ من العمر ٦٥ عاماً، وهو ناشط وخبير معروف في مجال الدفاع عن البيئة، ويرأس مجموعة ناشطة في الدفاع عن البيئة في العراق اسمها (طبيعة العراق).

 

أجرى جاسم الأسدي مقابلات عديدة مع وسائل إعلام محلية ودولية، ونشط في لقاءات مستمرة مع مسؤولين عراقيين معنيين بملف البيئة والمياه لتوعيتهم بشأن المخاطر التي تنتظر العراق ما لم تكن هناك تحركات لمواجهة التغير المناخي.

 

كان لجاسم الأسدي دوراً كبيراً في الدفاع عن البيئة وحث المجتمع العراقي على الاهتمام بها ومواجهة التغيرات المناخية، كما كان أحد أبرز الداعين لإدراج الأهوار العراقية على لائحة التراث العالمي لليونسكو.

 

قال ناظم الأسدي وهو شقيق المختفي أحمد الأسدي خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "شقيقي كان متجهاً من محافظة بابل باتجاه العاصمة بغداد في (١ شباط ٢٠٢٣) واختطف في الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً".

 

وأضاف: "قبل وصوله إلى بغداد بنحو (٥ كم) اعترضت طريقه مجموعة مسلحة تستقل سيارتين وقيدته واصطحبته إلى منطقة مجهولة".

 

ويتحدث شقيق الأسدي عن المجموعة التي "اختطفته" ويشير إلى أنها "مجموعة متمرسة بالخطف، ومن خطفه لا يحب للعراق الخير، والمختطفون هم جماعة مسلحة، لأن طريقة الاختطاف ليست عادية".

 

ويلقي شقيق الناشط البيئي المختفي، اللوم على الحكومة العراقية، ويحملها مسؤولية عدم تقديم أي أجوبة لعائلة الأسدي حتى اللحظة.

 

قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان "ليس من المعقول ألا تصدر السلطات العراقية أي موقف بعد مرور نحو أسبوع على اختفاء ناشط بارز في الدفاع عن البيئة. لا يمكن تبرير هذا التهاون مع حياة المواطنين".

 

يتحتم على السلطات العراقية تقديم نتائج التحقيقات إلى عائلة الأسدي، هذا إن بدأت عملية التحقيق في الحادثة. يمكن لهذا التهاون مع قضية الاختفاء أن يكون حافزاً للجناة في القيام بعمليات مشابهة في المستقبل.

 

يظهر الفيس بوك آخر منشور كتبه الأسدي على حسابه في (١٤ كانون الثاني ٢٠٢٣) وأرفق معه صورة له مع سكان الأهوار وكتب فيه: "(.........) أمامنا صيفاً قاسياً وتبخراً هائلاً على وزارة الموارد المائية التصرف الرشيد بالمياه وتجاوز التعسف التشغيلي للوزارة السابقة الذي أدى إلى التفريط بالخزين المائي وتعريضه للخطر وجفاف الأهوار بشكل قاس ومريع".

 

قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن اختفاء الناشط البيئي جاسم الأسدي خلق حالة من القلق والخوف لدى النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان من احتمالية عودة الاستهداف الممنهج لهم.

 

أظهرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء وصحافيين وصناع رأي، قلقاً متزايداً بالتزامن مع اختفاء الأسدي الذي يبذل جهوداً كبيرة منذ سنوات دفاعاً عن البيئة في العراق.