21-05-2019, 09:30

 




قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن معاناة النازحين في المخيمات لم تنته حتى الآن، رغم الوعود الحكومية بتسهيل عودتهم إلى مناطق وتقديم الخدمات والمساعدات الصحية والغذائية لهم، إلا أن الأوضاع الإنسانية التي يمرون بها مازالت صعبة.


قال المرصد أيضاً إن "أحد عشر شخصا من النازحين لقوا مصرعهم في مخيمات خلال ثلاثة أشهر، من الأول من يناير حتى الأول من أبريل 2019. هؤلاء لقوا حتفهم جراء غياب المساعدات الإنسانية المقدمة لهم، وغياب الإهتمام الحكومي بهم".


قالت مصادر في إدارة المخيمات إن "عدد النازحين في المخيمات منذ بداية العام الحالي وصل إلى أحد عشر متوفياً، وهؤلاء دفنوا في مقابر قريبة من المخيمات، من بينهم خمسة أطفال وسيدتان، غالبيتهم   قضوا نتيجة حرائق داخل مخيماتهم أو الصعق بالكهرباء أو البرد ونقص التغذية".


قالت المصادر أيضاً "هناك سبعة آخرين أصيبوا خلال الفترة الماضية. الذين توفوا كانوا في مخيمات بكركوك وعامرية الفلوجة وجنوب غربي الموصل".


قال نقيب في شرطة محافظة كركوك شمالي العراق، إن "أربعة أطفال نازحين قُتلوا بعد أن احترقت خيمتهم فية نازراوة بناحية ليلان جنوب شرقي كركوك". قال أيضاً إن "والدي الأطفال أصيبا بحروق أيضا ونقلا إلى المستشفى".


قال عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي إن، نحو 1500 طفل توفوا في مخيمات النازحين منذ العاشر من يونيو 2014. بعض مخيمات النازحين وضعها مأساوي خاصة في إقليم كردستان العراق".


قال عامل إغاثة قدم المساعدات الغذائية في مخيم حمام العليل بمحافظة نينوى "عندما نصل إلى النازحين لا نجد أي شيء لديهم. كأنهم كانوا يعيشون من دون أكل أو شراب. الأطفال في وضع سيء ولا يجدون مستلزمات صحية تساعدهم على أن يكون بصحة جيدة".


قال أيضاً "هناك شبه غياب للمساعدات الغذائية، خاصة تلك المتعلقة بالأطفال صغيري السن أو حديثي الولادة. عوائلهم لا تمتلك أي أموال لشراء ما يحتاجون، لذا بقوا يعتمدون على مساعدات تُقدم لهم من بعض أقاربهم أو من بعض ميسوري الحال".


قالت عاملة إغاثة أخرى تعمل منذ عامين في مخيم حسن شام إنها "شهدت وفاة ثلاثة أطفال بداية عام 2018 في المخيم. هؤلاء الأطفال كانوا يعانون من الجفاف ومن نقص الفيتامينات. ذووهم دفنهم في أماكن بالقرب من المخيم".


قالت أيضاً "أعتقد ان هناك حالات وفيات أخرى وكثيرة في مخيمات عديدة، لكن ربما لم يتم الكشف عنها أو لا يُريد ذويهم الإعلان عن ذلك. هذه مأساة حقيقية يعاني الجميع منها. في إحدى المرات توفيت طفلة في مخيم ليلان بكركوك نتيجة إنخفاض درجات الحرارة".


قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، في وقت سابق عن وجود مليون و800 ألف شخص ما زالوا نازحين داخل العراق، بعد أكثر من عام على إنتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد تنظيم "داعش".

قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان "أدى النزاع الأخير في العراق إلى نزوح أكثر من 5 ملايين شخص داخل العراق، بينما عاد أكثر من 3.5 مليون فرد إلى ديارهم، لا يزال 10 بالمائة منهم يعيشون في مخيمات النازحين".


يعيش حوالي 30 بالمائة من إجمالي الأشخاص النازحين المسجلين داخل العراق مع المجتمعات المضيفة في مناطق النزوح، ولا يزال الأشخاص النازحين، بمن فيهم الموجودين في المخيمات والمجتمعات المضيفة وكذلك العائدين والفئات الضعيفة، لا يزالوا معرضين لخطر الإصابة بالأمراض المعدية، بحسب منظمة الصحة العالمية.


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "حكومتي حيدر العبادي وعادل عبد المهدي لم تعملا بجد تجاه ملف النازحين، ولم تقوما بالواجبات التي يجب أن تقوما بها. هناك تقصير كبير من قبل الحكومتين، وعلى حكومة عادل عبد المهدي تلافي الأمر والعمل وفقاً للإلتزامات المترتبة عليها".